![تحت ظلال البنادق-[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/AOK/'>#AOK</a>
[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/Wr_Suzaku/'>#Wr_Suzaku</a>
[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/لجنة_شوغيكي/'>#لجنة_شوغيكي</a>
[IMG=R4C]
[C]بعثت من سباتي على صرخة مرأة مكلومة صاحت وسط الجموع الشاخص](https://image.staticox.com/?url=http%3A%2F%2Fpm1.aminoapps.descargarjuegos.org%2F9308%2Fa5398b3c96acfe8a8e2eeb0277b6e64af94927f8r1-540-360v2_hq.jpg)
بعثت من سباتي على صرخة مرأة مكلومة صاحت وسط الجموع الشاخصة بملئ صوتها "مات أولادي وهم جائعون!". وكنت أظن أنه لن يجرأ لا قائدٌ ولا زعيم على إيقاظي بعد ما تجرعه البشر من ويلاتٍ على مرِّ العصور. نفضت عن كاهلي رماد آلاف وآلاف الضحايا من ملوكٍ وفرسان وجنود ومزارعين ثم إتكأت على رمح ودرع أحدق في ذلك الفتى الذي كان يرمقني بنظرة أزلية اعتدت رؤيتها حين يتعانق في رحاب مقلتيه الخوف ورغبة الانتقام فسألته وقد تملكني شيء من الفضول لحال البشر في هذا العصر :
_أتود الإنتقام؟
ترك الفتى كفّ أباه المضرجة بالدماء بروية حتى استقرت على الركام بجانب منزل قد سويَّ بالأرض!. عجبت لتلك النظرة الحازمة! بدى لي ثابتاً رغم ارتجاف شفتيه:
_كلا!. بل سأحرر الأرض من ذلك المغتصب، ولن أهدأ حتى أنتزع منه حريتي.
_ولكن الطريق طويل! كذلك يزخر بالدم والألم والحسرة!.
_أعلم!، للحرية ثمن باهظ يجب سداده.
_ألهذا الحد تتوق للحرية؟! أليست جثة والدك الملقاة كفيلة بعزفك عن طلبها؟!
انتفض الفتى منفعلاً في وجهي دون ذرة خوف:
_بل هي حافز لي. ولسوف أنتزع حريتي وأرضي بأسناني إن لزم الأمر.
هرع الجيران وانتشلوا الجثة من تحت الأنقاض فتبع الفتى جثة والده ولكنه توقف واستدار على عجل ليأكد لي قائلاً:
_ أعلم من تكون! أنت الحرب وقد تجسدت بهيئتنا. نحن لم نستدعيك! ولكننا أرغمنا عليك كما ترى. إن كان خلاصنا بك... فليكن!.
شعرت بالحماسة تدب في أركاني حين رأيتُ شعلتي وهي تتقد في صدر الفتى كذلك عجبت من هذا الشعب ومن أرضهم الضيقة، فقد ملأتُ ذلك اللسان متناهي الصغر كما أردتم أيها البشر بالألم والخوف! بالدم والاشلاء!، بالخراب والهلاك ولكن ذلك زادكم تشبثاً رغم جراحكم بها اكثر واكثر!... لم أُوهب نفساً بشرية حتى استوعب هذا العناد ولكن مسنة قد أكل الدهر صحتها صدعت باكية وهي محمولة على اكتاف ابناءها أثناء إخلائهم منزلاً قد نسف حتى آل لفتات متناثر:
_ سوف نعمر غيره وأن هدم ألف مرة!. هذه ارض أجدادنا ولسوف يرثها أحفادنا.
فناجت أخرى بعيدة وهي تمسح بيدها التراب عن جبين أبنها المقتول:
_ أنقل سلامي لبقية إخوتك يا بني الحبيب!. اخبرهم بأنا باقون على العهد والوعد مابقي منا طفل يتنفس!.
![تحت ظلال البنادق-[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/AOK/'>#AOK</a>
[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/Wr_Suzaku/'>#Wr_Suzaku</a>
[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/لجنة_شوغيكي/'>#لجنة_شوغيكي</a>
[IMG=R4C]
[C]بعثت من سباتي على صرخة مرأة مكلومة صاحت وسط الجموع الشاخص](https://image.staticox.com/?url=http%3A%2F%2Fpm1.aminoapps.descargarjuegos.org%2F9325%2Fc1ecc753d2312653c46a49b04db884b93f5140bcr1-728-347v2_hq.jpg)
أمسك الثائر بالعبوة المتفجرة يتفحصها للمرة الأخيرة قبل الانطلاق، ومن بين الركام وثب نحو هدير المنجزرة السائرة! لا يبطئه شوقه لابنته الرضيعة ولا يقينه بالفراق المحتوم. يعدوا بعزيمة لا تقهر نحو الدبابة. ينجح بالوصول! يزرع العبوة في مؤخرة الدبابة ثم يختفي كالشبح بين الحجارة!. تحلق أجزاء الدبابة مدفوعة بكرة نارية يهلل الثائ رافعاً راية النصر إصبعان. يسقط أحدهم فيزحف الآخر من بين الرصاص ليأخذ سلاح رفيقه ويكمل من حيث انتهى دفاعه عن الأرض. طرف بسط سيطرته على السماء والأرض والآخر جعل من باطن الأرض نقطة إنطلاق منه وكأنه جذر متأصل كلما قطعت ساقه نمت أخرى في مكان آخر!... لم يكن صراعاً متكافئ. طرف يملك العتاد والتأييد المطلق ضد شعب أعزل قد تكالبت عليه جميع الأمم.
عثت فساداً في أرضهم قتلاً وتدميراً وتهجيراً حتى أصبحت أرضاً لا تطاق ولا تحتمل!. هزلت الأبدان وتفشت الأمراض وناحت الثكالى وفُقد الأحبة ومع ذلك بقي منهم من يقاتل!. من بين الدخان وصرخات القهر كان الثائر يشق طريقه يحيطه الخراب ومن فوقه الموت الزئام ولكنه لا يبالي! شجاعة ملك؟ كلا! بل إقدام قسورة لا يخشى مواجهتي! حاف القدمين جائعٌ وقلبه معلقٌ بعائلة لا يعلم عن حالهم شيئاً يواجه جيشاً متمترساً ببندقية بالية ودعاء!.. يمر العام الأول من عمر البشر وعند شجرة زيتون شامخة يقف الغازي المدجج بكل ما يلزم لبقاءه حيّا وسط الموت الذي يتربص به من تحت الأرض وقد خبت عزيمته فيقول لرفيقه البائس:
_ ما الذي نفعله؟!. هذه الشجرة... أقدم من دولتنا!.
ينزف الشعب وبالكاد بهم رمق!. تهتز عقائدهم فهم بشر في النهاية. يتسائلون في الخفاء إلى متى؟ تعبنا وفقدنا ومرضنا! ليس عالماً شريفاً لننتظر المدد من أمةٍ تدعي الإنسانية!. يكاد الأمل ينقطع فيخرج شاب من تحت الركام رافعاً راية التحدي رغم الجراح! ينفض عنه الركام معلنا استمرار الصمود!. يُشحن الشعب عزيمة فيكبد الثائر غريمه الخسارة تلو الأخرى فيجن جنون الطائرات لتعاد الحلقة من جديد...
أردت للبشر أن يدركوا أني لست سوى مرآتهم المكسورة! انتظرت لآلاف السنين أن يقول أحدهم أني لست سوى إنعكاسٍ لرغباتكم. لست شراً ولست خيراً كذلك!، ما أنا إلّا خلقٌ من مخلوقات الله سخِّرت لكم!. ولكن الغرور أعماكم والجهل مدكم بالجرأة فذوقوا مني ما تمنيتم!.
خلال سنة الحرب دفن الفتى أباه ثم سرعان ما حمل السلاح. تبعته وهو يقاتل حتى قصفته مسيرة ففصلت ذراعه عن بدنه لينزف وحيداً في أحد الزقق المدمرة فقلت له:
_هذا هو وجه الحرب يا فتى! وجهي... هذا ما كنت تطلبه بشدة!.
قال الفتى وهو يعتصر من الألم:
_ أوتظن أني لا أعلم!.
_لم رغبت بي إذا؟ لم؟!.
_لم يبقى لنا غيرك!. لطالما كنت خيارنا الأخير الذي أردنا تفاديه بكل الطرق.
_كنتُ خيارك الأخير!.
بالكاد تمكن الفتى من الاستدارة على جنبه الأيمن ثم قال بصوت متقطع خافت.
_دعني. أود الموت بسلام.
_ أظن بأن أجلك لم يأتِ بعد... رفاقك! رأيتهم على بعد شارع من مكانك، سيجدوك قبل أن تلفظ أنفاسك الأخيرة. وفي هذه الأثناء دعنا نتحدث قليلاً.
_ماذا تريد؟!
_ستغدو بطلا أيها الفتى، ستحمل البوق الذي إن نفختَ فيه حضرت أنا... فماذا تقول؟.
_ أقول ما قاله من كان قبلي، سنقاتل حتى النصر أو الموت!.
_ هذا التعطش للدم والهوس المفرط في القتال...
قاطعني الفتى!:
_ليس تعطشاً ولا هوس! اكرر لك بأنه خيارنا الأخير نحو الحرية!.
مازال الانسان كما هو! هي الاعذار ذاتها منذ آلاف السنين. لا تقوم لي قائمة إلا إذا اتخذت طائفة من الأمل شعاراً لتدفع عنها جشع طائفة أخرى. كلما بعثت لأرضٍ وجدت الامل والجشع فتيل النار التي اهتديت بها عليهم!. حاولت عدل الفتى عن عناده قائلاً:
_وإن كان الحق في جانبك فهذه الطريق لن تقودك إلّا لمزيد من الضحايا! سينتهي بك المطاف وحيدا ناصباً رايتك فوق كومة هائلة من جثث رفاقك وأخرين لا ناقة ولا جمل في هذه الأمل البعيد في الحرية!.
ازعجني صمته؛ أكان عاجزاً عن الإجابة أم أنه يتجاهلني؟!... وفد رفاقه هلعين فأسعفوه بوقف النزيف ثم حملوه وقد بقيت ذراعه ملقاة على بعد بضعة أمتار منه. استغرقت في التساءل عن قيمة الحرية وأنا انظر لذراعه التي نسيها حينما قال الفتى :
_ لو أنك وُهبت ملكة الأختيار لفضلت الفناء على انتزاع حريتك!.
![تحت ظلال البنادق-[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/AOK/'>#AOK</a>
[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/Wr_Suzaku/'>#Wr_Suzaku</a>
[C]<a href='/c/anime-empire-1/tag/لجنة_شوغيكي/'>#لجنة_شوغيكي</a>
[IMG=R4C]
[C]بعثت من سباتي على صرخة مرأة مكلومة صاحت وسط الجموع الشاخص](https://image.staticox.com/?url=http%3A%2F%2Fpm1.aminoapps.descargarjuegos.org%2F9308%2Fb2a63b32bb50af5b2b01d4b58c36ceb244576214r1-626-471v2_hq.jpg)
وكيف لي أن افقه الإختيار ولم يشرِّف الله أحداً بهذا الامتياز غير البشر!... ولكنك أيها الفتى قد أطفأت ناراً دامت مسعرةً لألف عام وعام حين أقررت بحقيقة هذه المأساة البشرية التي وجدت نفسي عالقاً فيها فرأيت نفسك وغدك من خلالي وبقيت عازماً على المواصلة دون أن تحملني وزر خيارك وهذا يكفي لأقر لك بالشجاعة ولكل من سكن هذه الأرض.. بقيت على تلك الأرض المحروقة أشهد ملحمة مازالت قائمة عجزت عن تشبيهها بأيٍّ من سابقاتها!. كانت المرة الأولى التي شعرت بأن وجودي مبررٌ من أجل غاية تستحق ما أجلبه من ويلات رغم ألمي على مصاب من سكن هذه الأرض ولكن للحرية ثمن باهظ كما أخبرني الفتى...
Comments (7)
هنا ناسكك
⚘
ثمن الحرية باهض :pensive:
ابدعت عجبتني القصة
منور
نورك ⚘
نورت الرئيسيه ناسك
اني وياك نزلنة نفس اليوم عل رئيسية
كتاباتك لا تليق بها إلا الرئيسية :fire: :fire: :fire: