تيهُ الحنينِ المُعتّق

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

#TheBlaCkkNiGhTs :herb: ꫂ

᧙#Theblackknights_author

#tbk_2

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

ٔ

َ

َ

ٔ᛭ #jeon_miro 𔗁   *

َ

َ

َ

صوت في قلب الذاكرة في فضاء متسع، حيث لا يُسمع سوى صمت مهيب، يتردد في أعماق الروح صدى قلبي ينقض على صمتي كأنين ماض لا يُنسى. الصوت، ذلك المخلوق الحي الذي كان يتسلل بين الحروف، ويحمل بين طياته همساتك وكلماتك، أصبح الآن سرابًا، يتلاشى مع كل نسمة ريح.

كنت أتلمس حضورك في كل زاوية من زوايا الحياة، في كل همسة في الهواء، لكن مع مرور الزمن، ابتعدت عني أصداء صوتك، كما يبتعد الغيم عن سماء فارغة. كان صوتك أحيانًا رقيقًا كهمسات الفجر، وأحيانًا عميقًا كأصداء الليل الموحش، لكنه الآن اختفى. لم يعد لوجوده أثر سوى في الذاكرة، تلك الذاكرة التي تحمل في طياتها أصداءه كما يحمل البحر لؤلؤه في أعماقه.

أبحث عن صوتك، ولكن كلما اقتربت منه، تهرب من بين يدي كسَراب في صحراء قاحلة. حتى عندما يتسلل بعضه إلى مسامعي، أجده ليس إلا خيالًا، ظلًا باهتًا يتناثر في أرجاء المكان. الصوت الذي كان يسكن تفاصيل الحياة ويمنحها نغمة خاصة، أصبح الآن مجرد فوضى في الرياح، لا يكاد يعبر الحدود إلى الذاكرة.

ومع ذلك، ما زال يهمس في أعماقي صوت آخر، غير مرئي، لكنه موجود. صوت الأمل، الذي يتسلل عبر الجروح ليبعث الحياة في روحي المنهكة. في صمت الليل الطويل، يبقى هذا الصوت، مهما غاب، هو الرفيق الوحيد الذي لا يخون. ومهما طال الفراق، سيبقى في القلب نبضه، علامة على أن الأمل، في كل لحظة، يستطيع أن يولد من بين ركام الخيبات.

ربما لن أسمع صوتك مجددًا، ولكن الصوت الذي يحمل في جوفه الحياة لا يموت. يبقى في الأفق، يلوح بين الحروف، معلنًا أن لكل شيء موعدًا، حتى لو كان صوتًا في الأثير، سيتناثر بين الأزمان ليحمل بين طياته وعدًا بلقاء لا ينقضي.

فالأصوات الصادقة، كالدعاء في الليل، تخرج من القلب ولا تضيع، تسافر في صمت، تعبر الأبواب المغلقة، وتسكن في الأرواح التي عرفت معنى الحنين.

فإن غبت، سأزرع في كل سكون نبضة، وفي كل صمت كلمة، حتى تجدين يومًا في ركن من الزمن ما يشبهني، ما يشبهنا… وتعود الأصوات لتحكي ما بقي منا.

فإن غبت، سأزرع في كل سكون نبضة، وفي كل صمت كلمة، حتى تجدين يومًا في ركن من الزمن ما يشبهني، ما يشبهنا… وتعود الأصوات لتحكي ما بقي منا.

وحين تسمع صدى ذلك النبض، لا تخافي…

فهو ليس إلا قلبي يلوّح لك، يتعثر بالذكرى ويقوم، يحملك كما تحمل الريح رائحة الحلم البعيد.

ينثرك في خيالي كنور خفيف يمر بعتمة الحنين،

كلما أغمضت جفن الذكرى، كنت أنت الشرود الذي لا يغيب،

وكلما أحنيت وجهي للصمت، جاء صوتك ناعمًا يشق صدر الليل.

أحداثك وأنا أدري أن الصدى أقرب إليّ منك،

وأبتسم كأنك هنا، كأن الزمان لم يفارقنا،

كأني أمسك يدك التي غادرتني قبل أن أتعلم كيف أودّع.

أتعرف؟ ما زلت أحفظ طريق صوتك، وأعرف كيف يبكي إذا اشتاق..