<img src="https://sb.scorecardresearch.com/p?c1=2&amp;c2=22489583&amp;cv=3.6.0&amp;cj=1">

صدفة أو قدر ؟ الفصل الثاني

Author's Avatar
67
6

صدفه أو قدر ؟الفصل الثاني الجزء الأول

صدفة أو قدر ؟ الفصل الثاني-[C]صدفه أو قدر ؟الفصل الثاني الجزء الأول [IMG=JET]
[C]هل تذكرون عندما رن جهاز مهيب

[C]فجأة رن هات

هل تذكرون عندما رن جهاز مهيب

فجأة رن هاتف مهيب الذي راح يبحث عنه فهو في العادة لا يستعمله ...أخيرا قد وجده تحت الفراش ...ردّ مباشرة

" فراولة هل إشتقتِ لي !"

" نعم يا أخي لقد إشتقت لك جدا هل يمكن أن تزورنا ؟ "

" أنا أيضا إشتقت لكِ "

"سنذهب غدا لبيت الفتاة التي يحبها مجد إبن عمنا لنطلبها له ليتك تستطيع مرافقتها فكلنا إشتقنا لك

"تعلمين أنني لا أستطيع القدوم هناك على كلٍ بلغيه مباركتي له "

"و لكن كل آل بنجامين سيكونون هناك و أنت فرد من عائلتنا " قالت أخته بحزن

" تعلمين أنني أكره التجمعات بلغي كل آل بنجامين سلامي ...أقصد عائلتي"

"حسنا يا أخي سأبلغهم سلامك إعتني بنفسك أحبك جدا"

" و أنا أيضا أحبك"

ال بنجامين

:cloud: بالبداية أريد أن أقول لكم أن هذا الفصل مليء بالأحداث و التواريخ و الشخصيات فهو يحكي عن ماضي عائلة آل بنجامين فالبتأكيد لن أستطيع سرد حاضرهم بدون أن أعطيكم لمحة عن ماضيهم لذا أظنه سيكون مملا قليلا و لكن بعد هذا الفصل ستبدأ الإثارة و التشويق ...أتمنى قراءة ممتعة أصدقائي :cloud:

"من واجب الأخ أن يساند أخاه دائما سواءًا كان على صواب أو على خطأ ... إنه قانون العائلة "

.

.

:crown: العائلة دائما و أبدا :crown:

.

آل بنجامين

بلدة أماريا حيث تعتبر البلدة التي تفصل بين الزمن القديم و الحديث وهي التي تجمع بينهما في آن واحد فهي بلدة متطورة جدا و و في نفس الوقت لازال أهلها يتمسكون بعاداتهم و تقاليدهم كما أنها لازالت تعجُ بالسحرة و العرافين و كثيراً ما تسمع عن أحاديثهم عن العالم الآخر عندما تتجول في شوارعها ...

بلدةٌ عندما ترى مظهرها تندهش لبناياتها و عمرانها المتطور و عندما تتغلغل في جوفها تُحس وكأنك في العصور القديمة هذا لأن معظم سكانها من العائلات العريقة ...

قبل سنوات عديدة و منذ القِدم كانت هنالك أرض واسعة تدعى أرض طلحة يسكنها آل بنجامين تعادل نصف مساحة بلدة أماريا تقريباً و محرّم أن تطأها قدم أي إنسان دون إذنهم فقد إنتشرت شائعات تقول أن تلك الأرض محصّنة بتعاويذ و طلاسم تفتك بأي بشر لأنها ملك لساحر أقل ما يقال عنه أنه خطير ...الساحر بنجامين أو كما يلقبه الآخرون سيّد مارد الموت .

ورث بنجامين السحر عن والده فقد كان السحر متوارثا في عائلتهم منذ القدم لأنهم كانوا يحصدون الكنوز و يلجؤون للسحر في تعقبها وتعقب الأشياء الثمينة و لكن بنجامين قد طوّر مهاراته في السحر فلم يكن بذلك حاصد كنوز فقط بل قد أصبح أخطر ساحر في عصره رغم صغر سنّه آنذاك .

يوم من الأيام بينما هو في رحلة بحث عن كنز مفقود في أرض مفقودة تُدعى أرض السعير سمع صرخات عالية لم تكن لبشر و لا لحيوان بل كانت لكيان شيطاني خطير ، إقترب دون خوف ليجد مصدر تلك الصرخات المدوية .

كانت الصرخات تنبعث من باطن الأرض حاول بنجامين التواصل مع ذلك الكيان و قد عَرف أن ذلك الكيان محبوس بواسطة تعويذة قوية يستحيل فكّها ، لكن بنجامين كان شابا لا يحتوي قاموسهُ كلمة على كلمة مستحيل لذلك قرر أن يحرر ذلك الكيان فظل هنالك لمدة ما يقارب شهرين .

بعد محاولات عديدة أخيرا إستطاع التوصل لتعويذة تبطل تعويذة الحبس التي أُلقيت لحبس ذلك الكيان و ما إن إنتهى من تعويذته حتى بدأت الأرض بالإهتزاز ثم إنشقت و خرجت منها حِمم نارية مرعبة .

ظهر ما كان مٌخبأً في جوفها خرج ماردٌ عظيم ضخم الحجم كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها بنجامين مخلوقا كهذا و رغم كل ذلك ظل شامخا و لم يُصب بأي توترٍ أو دهشة ممّا يراه أمامه ...إنحنى المارد أمامه و قال بصوت مرعب

"مارد الموت تحت أمركم "

إبتسم بنجامين إبتسامة النصر فقد أثبت لنفسه أنه قادر على تنفيذ أخطر التعاويذ و أندرها و بالرغم من أنه كان قادرا على تطويع مارد الموت تحت إمرته إلاّ أنه قرر أن يمنحه حريته و بذلك قد كسب شيئا أعظم ...كسب صداقة مارد الموت و الأخير قد وعده بأنه سيفديه بروحه و سيكون تحت أمره في أي وقت يقوم بإستدعائه ...

.

_____________________

.

عاد بنجامين لبيته بعد شهرين من الغياب فقد كان والديه قلقين عليه جدا من غيابه المستمر لذا قرر والده عاتبه جدا و أخبره بأنه سيقوم بتزويجه لكي لا يطيل غيابه عن البيت هكذا في كل مرة .

و بالفعل بعد أسبوعين تزوج بنجامين بإبنة عمه و بعد زواجه بشهرين و بالتحديد حين علم بنجامين بحمل زوجته فإنه قرر أن يعتزل عالم السحر و قام بإقناع والده بأن يعتزل هو ايضاً وأن يتجها للعمل و التوقف عن حصد الكنوز من الأراضي المحرمة كانت تلك بداية جديدة لآل بنجامين فقد أخذ بنجامين جزءًا من تلك الكنوز وقام ببيعها و أسس بها أعمالا ليقتات بها و يؤمن بها مستقبلا شريفاً لأبنائه و أحفاده.

مرت السنوات بلمح البصر و قد أنجبت له زوجته من الأولاد ست صبيان أكبرهم فخر و كان أقرب الأبناء لوالده و يليه بادي ،ثم بدر، ثائر ،قاسم و عابد وثلاث بنات أكبرهن تميمة تليها تيماء و توبا ..

كانوا يعيشون حياة هادئة جداً و في يوم من الأيام خرج بنجامين و أولاده و بناته للتجول تاركا والديه و زوجته في البيت و عندما إنتهت جولتهم و عادوا للبيت كانت الفاجعة بإنتظارهم فقد وجد البيت محترقا و جثث والديه و زوجته محترقة بالكامل و هذا كان معروفا في عالم السحرة بأنه إنتقام الشياطين من السّحرة المعتزلين .

أصيب بنجامين بحزن شديد على والديه و زوجته و منذ تلك اللحظة قرر أن يُعلم أبناءه السحر ليدافعوا بهِ عن أنفسهم لكنهُ لم يعلم أنهُ قد فتح عليهم باب الشر المطلق الذي سيكون من الصعب غلقه لاحقا ..

كان فخر إبن بنجامين البكر أكثر أولاده ذكاءًا فقد كان يجيد كل تعويذة يلقنها إياه والده بسرعة ، كان بارعا لدرجة لا يمكن وصفها و ذلك ما أثار غيرة أخيه بادي الذي كان يستغرق مدة اسبوعين أو أكثر في إجادة تعويذة ما .. كان يفشل في معظم التعويذات الصعبة و هذا ما جعلهُ يغار كثيرا من أخيه الأكبر فخر خاصة من قربه الكبير لوالدهم.

أما بدر و ثائر و قاسم و عابد فلم يكونوا مهتمين كثيرا بعالم السحر فبدر كان طائشا يحب المغامرة لذا كان يناديه أبوهُ بطارازان عصره و كان يقضي كل وقته في التدرب على المبارزة بالسيف فلديه روح مغامرة لم يشهدها والده من قبل أما ثائر كان مولعاً بتعلم فنون القتال و كان معروفا بغضبه الدائم و سرعة إنفعاله أما عابد و قاسم كانا مهتمين بعالم الأموال و العمل منذ صغرهما و يطمحان لأن يكونا رجلي أعمال ناجحين جدا...

.

____________________

.

مرت السنوات بسرعة و قد أصبح أبناء بنجامين شبابا يُعتمد عليهم تزوج بادي و بدر و أقام لهما والدهما حفل زفاف واحد، أما فخر فلم يرضى أن يتزوج ...

مرت الأيام و رزق بدر بفتاة شقراء تماما كزوجته سماها ريناد كانت أول حفيدة لبنجامين و في يوم من الأيام وبعد مرور ستة أشهر من ولادة الصغيرة قرر بدر أن يخرج في رحلة إستكشافية لمنطقة الأنهار رفقة أخويه قاسم و عابد بينما فخر و بادي بقيا برفقة والدهما بنجامين و أخواتهم الثلاثة .

مرّت ثلاثة أيام على مغادرة الشبان الثلاثة للبيت و في اليوم الرابع عاد قاسم و عابد و لكن بدر لم يعد معهما أصيبت زوجة بدر بالخوف الشديد و بنجامين أيضاً خاصة عندما أخبراه أنهما لم يستطيعا إيجاده منذ يومين وأنهما قد فقدا الإتصال معه عندما ذهب لأعلى قمة الجبل لإحضار التوت البري لكنه لم يعد و عندما ذهبا للبحث عنه لم يجدا له أثرا ، لذا قرر بنجامين الذهاب للبحث عن إبنه و لكن فخر قد أوقفه معترضاً

" لا يمكنك الذهاب يا أبي فمنطقة الجبال وعرة و لن يكون من السهل عليك أن تنتقل فيها "

ليرد بنجامين " سأستعين ببعض من أصدقائي القدامى "

" لن تذهب يا أبي ! أعذر لي جرأتي و لكن لن أسمح لك بالذهاب فأنا من سأذهب و أنت ستبقى هنا برفقة إخوتنا لأنهُ يمكن أن يحصل أي شيء و في أي وقت "

قال فخر ليرد بنجامين و قد بدى التوتر على وجه

"هل تريد مني أن ألقيك للهاوية مثلما ألقيت أخاك بدر؟ "

"أنا لست بدر يا أبي ...لا تخف " قال فخر بثقة

"أخوك الآن في عداد المفقودين لا أريد أن أفقدك أنت أيضا" رد بنجامين بقلق

" لن تفقدني يا أبي ...أعدك بذلك لن تفقدني أبدا "

" لا يمكنني المخاطرة"

"سأذهب و أعود برفقة أخي يا أبي ألا تثق بي؟"

" أثق بك أكثر مما أثق بخيالي "

قال بنجامين و هو يُربتُ على كتف نجله ثم أردف

" إنني أرى فيك نفسي و شبابي ...كل ما نظرت لك رأيت دفتر حياتي السابقة "

" دعني أذهب إذا يا أبي لا تقف في طريقي "

صمت بنجامين لبعض الوقت و قد امتلأت أعينه بالدموع ثم عانق نجله و أمره بأن يعتني بنفسه و أن يجد أخاه بدر و يعودا معا بسرعة ...

شعر فخر بأنه مسؤول عن إيجاد أخيه مهما كلفه الثمن فإنطلق في رحلته و قصد منطقة الأنهار ليتفقى أثر أخيه من هناك أو لعله يجد شيئا يفيده في إيجاده بسرعة بحث مطوّلا و لكن دون فائدة .

لكنه قبل أن يغادر أحس بأن هنالك شخصا يراقبه فإدّعى أنه يغادر المكان لتشتيت إنتباه من يراقبهُ ثم و بدون سابق إنذار ألقى تعويذة تجعل أي شخص قريب منه يعجز عن الحركة كأنه أصيب بالشلل.

إلتفت خلفه و راح يبحث في المكان حتى وصل لصخرة كبيرة و لكنه تذكر أنه لم يرها عند مغادرته مما جعلهُ يشك في أمرها إقترب بحذر و نظر خلف الصخرة و كما توقع وجد هنالك شخصاً يرتدي ملابس سوداء واسعة و لاثاماً أسوادا يغطي كل وجههِ عدا عينيه السوداء الثاقبة فقد كان تحت تأثير التعويذة التي ألقاها فجر فقال الشخص الملثم بصوت أنثوي

" اطلق سراحي يا سيدي "

" أنتِ فتاة ! "

"لا تؤذني أرجوك فأنا لم أقصد التطفل عليك"

كان فخر حذرا جدا في التعامل و لم يكن من السهل خداعه بتلك الكلمات اللطيفة فمنظر الفتاة يوحي أنها ليست فتاة عادية بل كانت أشبه بجاسوسة في مهمة

" أخبريني لما كنتِ تتبعينني و سأعفو عنكِ "

"لدي عرض لك "

"قدمي عرضكِ اذن .."

"أدلّك على مكان أخيك و في المقابل تذهب معي للمملكة التي أسكن فيها"

" هل أخي بخير؟"

"لا أعلم يا سيدي و لكنني رأيته برفقة شيطانة علوية من مملكة الجبابرة أعتقد أنها أميرة عشيرتهم لأنها كانت تحمل رمحا ملكيا "

"هل آذته؟"

"لا يا سيدي لقد كانا يضحكان سوياً هذا كل ما رأيته لا أعتقد أنها قد تؤذيه لكنني لا أضمن لك أن عائلتها لن تفعل ذلك"

" ما الذي تقصدينه"

"تلك الشيطانة كما أخبرتك من عشيرة الجبابرة و هم من أقوى ممالك الشياطين و تعامل أحدهم مع البشر أمر محرّم لو علموا أن أميرتهم كانت برفقة بشري فسيأتون لأجله و يقتلوه "

" ساعديني في الذهب الى هناك "

"لا يمكنني ذلك إنه أمر خطر للغاية و لكن .. "

" و لكن ماذا !"

"اذا ذهبت معي سأساعدك في تقفي أثرهم و في المقابل ستعلمني تعاويذ نادرة"

" و من أرسلكِ لي؟"

"الملكة "

"و من تكون؟"

"المتمردة الحمراء "

"لطالما كنت أبحث عن مملكتها و قيل لي أنها مجرد خرافة "

"تفضل معي يا سيدي لجبال العاصوف من هناك سننطلق في رحلتنا"

.

__________________

.

انطلق فخر برفقة الفتاة لجبال العاصوف و ما إن وصلا لأعلى قمة فيه حتى شبكت الفتاة أصابعها محدثة نارا عظيمة بجانبها حينها أدرك فخر أنه يقف أمام ساحرة ليست بالعادية ثم مدّت له يدها توقف ينظر لها بإستغراب فحاولت كتم ضحكاتها من نظراته و قالت:

"أمسك بيدي لننتقل من هنا "

" حسنا"

كانت تلك هي المرّة الأولى التي يلمس فيها فخر فتاة ما ويمسك يدها لذلك كان إحساسه غريبا جدا ما هي إلاّ لحظات حتى وجد نفسه في مكان مليء بالأزهار الجميلة و المتنوعة فقال بحِيرة

"أين نحن ؟"

"نحن في مملكة المتمردة الحمراء يا سيدي هل تتفضل معي لرؤية الملكة ؟"

"حسنا تفضلي دلّيني على الطريق "

إتجه فخر برفقة الفتاة لمقابلة الملكة و التي كانت واضحة في مطلبها فقد طلبت منه أن يلقّن ساحرات مملكتها و على رأسهن كبيرتهن زمهرير بعض التعويذات التي كنّ يجهلنها و لكنه أيضا كان واضحا في شروطه التي وضعها فقد وافق على تعليمهن ثلاث تعويذاتٍ بالمقابل أن يساعدوه على تقفي أثر أخيه ، بقي فخر في مملكة المتمرّدة الحمراء لمدة شهر و لكنه علمهنّ تعويذتين فقط و ترك أمر الثالثة عندما يتأكد من أنهن لا يخدعنه و أنهن سيساعدنه لإيجاد أخيه جلس مع كبيرة الساحرات زمهرير

" لقد قمت بتعليمكن تعويذتين و الثالثة ستكون بعد أن أجد أخي "

" بما أنك كنت صادقا معنا فسوف نكون عند حسن ظنك "

قالت زمهرير ثم نظرت لفرقتها من الساحرات الخمسة اللواتي كنّ يقفن خلفها لإختار واحدة منهن لتذهب مع فخر للقيام بتعويذة التّقفي و لكن قبل أن تختار إحداهن تكلمت ساحرة منهن و كانت نفسها التي أحضرت فخر

"أنا يا زمهرير ...أنا سأرافقه "

" حسنا " ردت زمهرير

خرج فخر برفقة الفتاة و إتجها لحديقة القصر الممتلئة بالأزهار الجميلة و المتنوعة فسأل فخر

" لمَ أتينا هنا؟"

"لأن تعويذة التّقفي تحتاج ذهنا صافيا و هذا المكان يجعل ذهني صافي "

" تحبين الأزهار إذن "

"إنها أقرب الأشياء لقلبي"

قطف فخر زهرة حمراء و قام بوضعها على شعر الفتاة و قال

" سيُصبح ذهنك الآن أصفى "

نظرت له الفتاة دون أن تتكلم و لكن عيناها قالتا الكثير ، فكانت وكأنها تعانقه بنظراتها فإرتبك الشاب و قال

" هل نبدأ؟ "

"نعم ياسيدي و لكنني أحتاج بعضا من دمائك"

أشعلت نارا بجانبها و أخرجت خنجرا كان معلقا في خصرها و أحدثت جرحا في يده و ضمت يده بكلتا يديها و طلبت منه أن يغمض عينيه و هي كذلك أغمضت عينيها ثم بدأت بقراءة تعويذة التّقفي و عند إنتهائها من آخر حرف فتح فخر عينيه و قال

" لقد رأيته "

"أنا أيضا"

قالت الساحرة ليرد فخر بغضب

" لقد كان برفقتها يجب أن أذهب و أحضره"

"و لكن يا سيدي لمَ أنت غاضب يبدوان سعيدين معا"

" أخي متزوج و قد رزق بطفلة مؤخرا لم يتعدى عمرها الستة أشهر "

"و لكن الحب لا يفرق بين عازب أو متزوج و لا غني أو فقير وحتى بين كبير أو صغير "

"لا داعي لهذا الكلام من فضلك يجب أن أغادر "

"سأرافقك"

" ماذا؟" قال فخر مستغربا لترد الفتاة

"أقصد إذا سمحت لي أن أرافقك سأكون ممتنة"

"لا بل أنا من يجب أن يكون ممتنا لكِ على مساعدتكِ في إيجاد شقيقي لا يجب أن تقدمي معروفا آخر سأتولى الباقي"

"أريد أن أرافقك أرجوك !"

نظر لها فخر بإستغراب وكان سيرفض طبعاً لكنهُ وجد نفسه يوافق على أخذها ، إنطلقا إلى جبال السُحب حيث توجد أعلى القمم في الكون لدرجة أنها تلك الجبال تكادُ تلامسُ السحاب ، توجد قمم تفوق في إرتفاعها السحاب .

ما إن وصلا حتى أحس الإثنان بأعين تراقبهما في كل خطوة يخطوانها و لكنهما واصلا تقدمهما و بدون سابق إنذار وجد فخر مخلوقا قد إنقض عليه و كان ذلك المخلوق يتوهج بنور ذهبي لدرجة أن فخر و الفتاة لم يستطيعا أن يفتحا أعينهما من ذلك التوهج القوي و مع ذلك فإن الفتاة حاولت أن تساعد فخر و إنطلقت مغمضة العينين لتهاجم ذلك المخلوق و لكن فجأة جاء صوت صارخ من خلفهم

" توقفي يا آيلا إنه شقيقي "

فجأة إنسحب ذلك المخلوق المتوهج بسرعة مبتعدا عن فخر و إختفى خلف بدر ، ركضت الفتاة الساحرة نحو فخر تطمئن عليه و لكنه نهض بسرعة ينظر لشقيقه بدر

" ويحك يا بدر ما الذي تفعله هنا ؟ و ما ذلك الشيء الذي هاجمني؟" قال فخر بألم

نظر بدر لشقيقه الأكبر بخجل و أنزل رأسه ثم إبتعد جانبا بخطوتين ليكشف عن فتاة شابة خلفه كانت تلك الفتاة ذات شعر أملس أشد سوادا من الفحم طويل جدا يمتد لأسفل ظهرها و عينين حادتين عسليتين كأنها بحر من العسل سطعت عليه شمس الصباح كانت بشرتها بيضاء كالثلج و شفتاها ممتلئة و صغيرة الحجم و وجنتين ورديتين كالتوت ترتدي ثوباً أبيضا مزينا بخيوطٍ من الذهب و على زندها وشم عائلة الجبابرة نظرت بخجل لفخر

" أنا آسفة لم أكن أعرف أنك شقيق بدر ...أنا آيلا"

نظر فخر لأخيه الذي كان يهرب بعينيه بعيدا من خجله ثم قال بجدية

" و تعلمين يا آيلا أن بدر متزوج أو أنه أخفى ذلك عنكِ !"

" أعلم ، و لكننا نحب بعضنا حد الجنون لا يهم إن كان متزوجاً "

" يبدو أنك أميرة لمملكة ما لأنكِ لستِ بشراً كما أظن"

" معكَ حق أنا شيطانة من عشيرة الجبابرة "

" و هل عشيرتكِ ستوافق على علاقتكِ بإنسيّ؟"

" لا ...و لكنني سأضحي بكل شيء لأجل أن أبقى معه"

قالت آيلا بخجل و هي تنزل عينيها للأرض ليقول بدر

"و أنا مستعد لأن أواجه أي خطر لأجلها لن أكتفي بعائلتي و عشيرتها فقط بل سأواجه كل الكون"

" و أنا لن أتركك أبدا و سأبقى معك حيث تعيش سأبقى بقربك دائما"

أدرك فخر أن آيلا لن تتخلى عن بدر بتلك السهولة فقرر أن يحترم قرارهما و أن يتركها ترافقهُ للبيت و لكن قبل أن يعلق على كلامهما قفزت الفتاة الساحرة من خلفه و قالت بحماس

"و أنا سأكون أول داعم لحبّكما ... الحياة قصيرة على الأقل لنعيشها مع من يستحق "

نظر لها فخر بتعجب

" إعتقدت أن الساحرات يمتلكن قلوبا لا تعترف بالحب"

"ليس كل الساحرات فأنا كنت مجبورة على ممارسة السحر فلم أكن مخيرة"

" و ماذا لو كنتِ مخيرة؟"

"سأختار أن أعيش حياة عادية و هادئة مع الرجل الذي أحب و نرزق بأولاد و نربيهم معا بكل سعادة و طمأنينة"

ابتسم فخر لكلامها و قال "ما رأيك أن ترافيقينا إذن و تتركي عملك كساحرة في تلك المملكة"

نظرت له الساحرة دون أن تنطق بحرف ليردف وهو يبتسم

" نعم و سأساعدك في تحقيق حلمك في الحصول على أسرة و حياة هادئة "

"لا أعلم ماذا أقول يا سيدي فأنا أشعر بسعادة كبيرة و .."

"ناديني فخر "

" حسنا يا سيدي ...أ ..أقصد فخر ولكن ماذا لو أتوا للبحث عني؟"

"لن يمسّك احدٌ بسوء و أنا بجانبكِ"

ركض بدر و عانق أخاه فخر فقد أحس أنه سيدعمه و يكون من الذين سيؤيّدون حبه للشيطانة آيلا على الرغم من أن الحب بين الإنس و الشياطين كان محرّما و من الكبائر و على الرغم من أن فخر كان يدري بمخاطر تلك العلاقة إلاّ أنه كان من واجبهِ كأخ أن يساند أخاه في جميع الظروف سواء كان مُخطئا أو على صواب

.

________________

.ولادة الهجين

إتجه فخر و شقيقه لبيتهم برفقة آيلا و الفتاة الساحرة و ما إن وصلوا حتى ركض بدر ليعانق والده بنجامين و يقبل يده و بعدها أتت زوجته زمرّد حاملة إبنته فقبّل الطفلة و لكنه لم يهتم لزوجته التي كانت أعينها تدقّ شوقا له و فرحا برجوعه فركض إخوته ليعانقوه و يرحبوا بوجوده و لكن بنجامين لاحظ الضيفتين اللتين قدمتا مع إبنيه و قبل أن يسأل تكلم بدر و قال

"أبي أعلم أنك ستسألني أين كنت أو أين ضعت و الكثير من الأسئلة و لكن أرجوك يا لا داعي لها فأنا بخير الآن و قد عدت سالما "

" تقصد أن أخاك قد أعادك سالما و خاطر بحياته لأجلك لأنك تهت في الجبال في رحلتك التي لم يكن لها أي داعي"

قال بنجامين ليرد بدر بما صدمهم جميعا

"لقد تهت في أعينها و لازلت تائها يأبى إيجاد طريق العودة"

" هل حرارتك مرتفعة ؟ ما هذا الهذيان؟ "

"لست أهذي يا أبي لقد وقعت بحب فتاة و لم أكن أريد العودة لولا قدوم أخي فخر "

صعق الجميع من كلام بدر و جرأته الزائدة في التكلم بطلاقة هكذا أمام والده و أكثر ما صدم من كلامه كانت زوجته زمرّد فركضت عنده و الدموع بدأت تتجمع في مقلتيها و أمسكت بيده

" أنت تمزح أليس كذلك!! قل أنك تمزح يا بدر "

✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐✎✐✎✐✎✎✐✎✐

يكمل

صدفة أو قدر ؟ الفصل الثاني-[C]صدفه أو قدر ؟الفصل الثاني الجزء الأول [IMG=JET]
[C]هل تذكرون عندما رن جهاز مهيب

[C]فجأة رن هات
Likes (67)
Comments (6)

Likes (67)

Like 67

Comments (6)

عاشوا

Read more
1 Reply 12 days ago
More Comments
    Community background image
    community logo

    Into الفن والرسم? the community.

    Get Amino

    Into الفن والرسم? the community.

    Get App