‏𓐄 𝗐𝖾𝗅𝖼𝗈𝗆𝖾

⠀⠀⠀⠀⠀⠀ ‏⠀⠀⠀⠀

#bl_sng

     

‏⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀ ‏⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀ ‏⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

𝖼𝗅𝗂𝖼𝗄. ]:: 𓏹 𝗍𝖾𝗑𝗍

‏ ‏ 𝖼𝗅𝗂𝖼𝗄. usp=drivesdk usp=drivesdk usp=drivesdk usp=drivesdk usp=drivesdk view?usp=drivesdk usp=drivesdk view?usp=drivesdk usp=drivesdk usp=] :: 𓏹 𝗅𝗂𝗌𝗍𝖾𝗇

𝖼𝗅𝗂𝖼𝗄. :: 𓏹 𝗐𝗋𝗂𝗍𝖾𝗋

𓏹 𝗍𝗂𝗆𝖾 :: 4:42

‏𓈀 𓈀 𓈀 𓈀 𓈀 𓈀 𓈀 𓈀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

ثَـلجٌ أَبيـضٌ يتَـسَاقطُ عَـبرَ الطّـرقَاتِ ،وأناسٌ تمرّ من كلّ الاتجاهاتِ ، ودَنـسٌ متلطّخٌ بَـينَ الرّفوفِ ، جـالِسٌ لوَحدِي وعالقٌ كسَجِـينٍ مكبّلٍ بالـأَصفَادِ ، لـاَ أحدَ يأتِـي ليزُونِـي ،ولَا أَحَـدَ أصبحَ يُـحَاوُل حتّـى السؤَالَ عـنّي ، أيّـامِـي أصبحت متشابِـهةً جـالسٌ فـي غرفَـةٍ مُظلمَةٍ دُونَ وجودِ مَـا يُسعِدُنــي ، مُتـنفّسي الوحِيدُ كـانت تلكَ النّـافذةُ الضيقـةُ ،الّـتِي يحطُ عليـهَا الطـيُورُ تارةً فـي فصلِيّ الرّبيعِ والصّـيفِ ، لـكن لاَ أحدَ مِنُهم يلاحظُ وجودِي ، ذَبُلت أوراقِـي وتمزّقَ غلافِي ، قاتَلتُ عبرَ الأزمنـةِ وكنتُ الأَقوَى بِـلا منازِعٍٍ الأمـسَ، لـكنّ هَـذا اليومَ مجردُ عـجوز خَـائرٌ سقـيمٌ ، كنـتُ في مَـا مضـى محبوبَ كُـلّ النّـاسِ، تهَاتفُوا عليّ فِـي المتاجرِ والأسواقِ ،كــانُوا يحزنونَ وقتَ نفادِي ويَـفرحُون بجدِيدِ أخبارِي ،لكـن كيف ولمَ إنتهَـى بِي الأمرُ هُنـا ؟ ذلكَ بسببِ وجودِ من هم أفضلُ منّي ،هجرونِـي وذلكَ لقدمِـي ،أصحبتُ آلةً تقليديّـةً لا يحتاجونَهـا ،هذهِ كانت حالتِـي . بقـيتُ عـلى هذهِ الحـالِ لساعاتٍ وساعاتٍ ،لأيامٍ وأسابيعَ وشهورٍ، إلـى أن سمعتُ ضجيجًـا من البابِ قادمًـا ،ظننتها الرياحَ قد تحرّكُ ذَلك البابَ الخشبـيّ الرثّ لكـن سرعانَ مَـا تغلغلت أشعّـةٌ من الشمسِ الوهاجـةِ داخلَ المكتبةِ، وأنارت رفوفهَـا المتسخةَ لتعطيـهَا رونقًا يزيلُ عنـهَا بُؤسَـهَا ، كـانَ مشهدًا مثيراً لا يتكررُ ،دَخـلَ ظلٌّ طويلٌ وحملـنِي مقلبًا صفحاتِـي ، “أنّ هذاَ مثيرٌ للاهتمامِ ! “ كلـمـاتُه بثّت فِي نفسِـي البهجةَ ،جعلتنِـي أشعُرُ كـمَا لو أنّ هنـاكَ من لا يزَالُ يهتمّ بِـي ،نظفـنِي وأقبلَ يقلّبُ صفحاتِـي واحدةً واحدةً بكلِّ استمتـاعٍ واهتمامٍ ورقةٍ ،استمتعـتُ بمساعِ ضحكاتهِ ، كـانَ شابًّا طويلَ القامةِ في الثّـامنةِ عشرَ من عمُرهِ، أحبّ التردُّدَ إلـيّ كلّمَا عثرَ علَى وقتٍ لذلكَ ،كانَ يحاكينِـي بصوتِهِ الناعمِ عن يومهِ وأنـا أقـدّمُ لهُ من المعلوماتِ ما يرغبُ ،أهتمّ بنظافةِ مكتبتِـي ،واستمتعتُ ببقائهِ جانبِي ، جعَلَ من المكتبةِ مكانـاً مزدهِـرًا لكلّ من يرغبُ بالقراءةِ ، مرّتِ الأَيّـامُ والأسابِيعُ ،ولاحظتُ علـيهِ حزنًا واضحاً ، سألتُهُ مرارًا وتكرارًا ورفَـض أن يطلعنِـي علَى ما يؤرقُهُ ؛ أصبحَ قليلَ الكـلاَمِ ولا يزُورنِـي سوَى قليلاً ،يرتبُ المكتبةَ ويقلّبُ صفحاتِـي بصمتٍ وأنَـا أقرأُ المللَ فِـي عينيهِ ، “ما بالُكَ يا صدِيقِـي ألم تخبرنِـي دائِـمًا إنّ أقربُ صديقٍ لكَ ،فما بالكَ أصبحتَ صامتًـا لا تتحدّثُ ؟ “،انهمرَ فجأَةً بالبكـاءِ مخبرنِـي أنهُ يستلزمُ عليهِ السفرُ وتركِـي لفترةٍ لكنّهُ غيرُ قادرٍ على ذلكَ ، لذَا حاولَ تجنّـبي لتسهِيل الأمرِ لكنّهُ لم يزدهُ سوَى تعقـيدًا ، “ اذهب يا صدِيقِـي بحثاً عن علمٍ أكبرَ فقد أنتهَى دورِ معكَ ،قد تعلمتَ كلّ ما في هذهِ المكتبةِ من معلومـاتٍ ودروسٍ، وقد أتَى الوقتُ لتبحَثَ عن ما هُـو أهمُّ “ ،سعدَ بسماعِـهِ كلماتِـي هذهِ، رحــلَ هُو لكنّ أثرُهُ علـيّ ما يزَالُ واضحاً ،فـبفضلِهِ عـادَ الاقبالُ والازدهـارُ لِـي ،ومازلتُ أتمنّى عودتهُ مجددًا لِــي .

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

‏ 𝗌𝖺𝗒𝗈𝗇𝖺𝗋𝖺 —